الكل أًصبح
يتجاهل الحقيقة , ويقبل بما هو ظاهر امامه و واضح وضوح الشمس , او يتبع حقائق وصلته
عن طريق مجتمعه او اهله و تعتبر في هذه
الحالة جاهزة , تستهلك فقط و تهضم و ترسخ
في العقل ثم تنقش و تصقل و نجعلها مقدسة ولا نقبل بحقيقة سواها , و ان عدنا لنرى سبب هذا الفقر العقلي هو النفور
من القراءة و المطالعة و غياب حب الاستكشاف
و نبش المسائل الجاهزة امامنا , ربما قد يكون السبب هو ذلك الكسل الدماغي و قبول
اي شيء مهما كان فقط لتجنب '' فريع الراس " و عملية تنشيط الذهن ,اعلم يا عزيزي ان لا حياة لك ان
كنت تعيش وفق ما وجدت نفسك عليه منذ نعومة اظافرك , ابحث و تأكد ان الطريق التي تسلكها امنة و لها مخرح ام انك
مجرد هاوي , اقتنع بها اولا ثم اقبلها , فاعلم انك ستواجه العديد من العقليات و
العديد من الاشخاص الذين لهم حقائق غير الحقيقة التي تزخرفها انت في عقلك , فماذا
ستقول لهم ؟ على اي اساس اعتبرت تلك الحقيقة حقيقىة ؟و هنا قد تسقط في الفخ و
سيسقطونك معهم , و قد تصبح تائها عقليا و فكريا و ذاتيا , حتى هويتك ستشك فيها ,
ستشك في كل شيء , و هناك ربما لن تجد تلك الحقيقة بالطريقة الصحيحة لانك قد تعرضت
لمضايقاات خارجية و على الاغلب ستصدق الحقيقة الجديدة التي استضمت بها , هذا ان
كنت ساذجا و معتوها طبعا , و في الاصل انت ساذج من البداية , و ان كنت ذكيا و لو قليلا
ستبحث حتى تجد الحقيقة فربما تلك التي كنت تصدقها في الاول هي الصحيحة لكن بما انك
صدقتها فقط لانها هي التي وجدتها امامك و لم تبحث فيها و لم تجمع اسلحتك الكلامية
و ادلتك العقلية العلمية و المنطقية لتدافع
عنها فمحلك هو سلة المهملات , من سيبالي بتفاهاتك و من سيحاول محاورتك اصلا , ستتعرض لضربة قوية و تشن كل عضلاتك و عندها لن ينفعك التحسر .
كثيرا
ما نتحدث عن الحقيقة و هل هناك حقيقة
واحدة ؟ او تتعدد الحقائق , هل هناك حقيقة
مطلقة كاملة ام ان الانساان يمتلك فقط جزءا من الحقيقة و لا يستطيع امتلاك الحقيقة
كلها ؟ الحقيقة من منظوري تنقسم الى اقسام
,شق خاص بالحقيقة الملموسة التي نستطيع الوصول اليها فهناك بعض الامور بديهية جدا فمثلا عندما نرى طائرا معينا كلنا سنتفق انه طائر و ليس حشرة او
انسانا , فبعض الامور نستطيع الجزم فيها , لكن هناك حقائق اخرى نستطيع الوصول
اليها و لكن بعد البحث العميق و قد تبدو للاخر انها ليست الحقيقة لانه قد يقتنع بأدلة اخرى غير التي
اقنعتك انت وهنا يحدث التصادم فمثلا ان كنت تعتنق الاسلام و تظنه هو الدين الحق و
الحقيقة التي لا جدال فيها فاخر في النصف الاخر من الكرة الارضية مقنتنع كل
الاقتناع ان المسيحية هي الحق و انت فقط تكذب او ربما قد يشفق عليك كما تشفق عليه انت . و هنا نرى ان الحقيقة تختلف من
انسان الى اخر و هنا نقول ان الحقائف تتعدد . ف لكل حقيقته وهنا ارجع و انبه عن ما
قلته سابقا حول التأكد من الحقائق امامنا و
بعدها يمكن تعاطيها و استهلاكها , اما النوع الاخر فهنا احدثكم عن الحقيقة التي تتعلق بالمسائل
الغيبية , فكلنا نقف و افواهنا مفتوحة الى اخرها فبعض الامور يصعب علينا معرفتها
فالعقل الانساني مهما كاان ذكيا الا انه محدود ولا يستطيع ان يسبح بعيدا جدا , و
حتى علمه قد لا ينفع في تلك الحالة و هنا حسب وجهة نظري سأقول ان الحقيقة بالنسبة
لنا هي محدودة و حتى كل الحقائق امامنا
فهي ليست مطلقة فكل شيء يحتمل عدة فرضيات و نظريات لكن كما سلفت الذكر هناك مسائل
واضحة , اي هناك تفرعات كبيرة جدا للحقيقة التي اعتبرت من العناوين العريضة للفلسفة منذ
قرون و تبقى اشكالية الحقيقة مطروحة الى
يومنا هذا . لعلنا نجدها يوما ما .السبت، 16 مايو 2015
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)


la meme chose pour moi
ردحذف