ان تكون شخصا قويا يفكر بمنطق العقل ,و فجأة مل
من العقلانية الزائدة فقرر ان يستخدم قلبه تارة , و عقله تارة , فكان في منتهى
التوازن , حتى نزل عليه صوت مجهول أخبره ان يستخدم قلبه كثيرا , و ان يحن و يلين
و لو قليلا . لكن ذلك العقل لم يصدق ذلك الصوت في البداية , ولكن ذلك الصوت بقي
ملازما له صباحا و مساءا لدرجة ان العقل
تعايش معه و استأنس به رفيقا و أصبح ضرورة يومية ’ ثم بدأ ذلك العقل التافه ينصاع لاوامر ذلك الصوت شيئا فشيئا . لدرجة ان
العقل نسي نفسه و تقريبا وضع نفسه تحت المقصلة
لان مطلب الصوت هو ذلك الكنز المخبئ في صدر ذات الشخص و ان سلم العقل ذلك الكنز أكيد ستكون نهايته و
المشكل ليس في تسليم القلب لان الصوت منذ بدايته أعرب عن وفائه و اهتمامه و أكد
انه سيحافظ على الكنز أبد الابدين حتى ان رحل العقل يوما و هكذا مع المدة ذلك
الشخص ذو العقل السخيف الذي يظن نفسه ذكيا
فقد عقله و منح قلبه مقابل سعادة مؤقتة لم
تدم طويلا , واذا بذلك الصوت يختفي شيئا فشيئا , يظهر مرة, ويختفي مرات .يقول
القلب في احشاءه ' لاتخف يا صاح .ليست هذه اول مرة أتزلزل فيها , لقد اعتدت على
الخدش مرارا و تكرارا و بعدها أسعد و ككل مرة سأصبر لن أعتبرها مضيعة للوقت , نعم
سأصمد طالما اني سأحصل على مرادي في النهاية ''
لكن السيد قلب لم يكون على حق هذه المرة ,
فألأخيرة مميتة . ما الخطب اذن ؟ و أكيد
الان ذلك الكنز المسكين أصبح وحيدا, من سيرعاه ثم من يا ترى سيحميه ؟. فجاءت أصوات اخرى لتمد يد العون ,و لا
طالما ظهرت أصوات اخرى في أوقات الشدة و كذا الفرح لكنها ليست البديل طبعا فذلك
الفؤاد مرض بمرض الاعتياد بل الادمان على
صوت واحد فقط وكل أيادي العون الاخرى غير نافعة . و هنا تنقطع الانفاس , تتشرد
الروح و يندثر القلب الهاوي الى هاوية مجهولة ,
فحينما عاد الصوت مجددا , بدأ يتمتم و يسرد علينا قصته ,و خلاصة روايته انه
لن يستطيع الكلام مجددا فقد مل من الكلام
مع القلب الضائع , و ان بقي معه سيبقى كأنيس فقط لفترة و لن يلازمه طول حياته كما قال في السابق . و بما ان القلب لطيف , أحن
من الحنان , وارق من الرقة سامح الصوت و لم يأنبه أبدا مع انه شرب مر الاسى و قال
ربما سيستطيع اعادته الى عهده السابق , لوهلة ظن الحنون انه نجح لان الصوت بدأ
يلين و يسترجع ذكريات الماضي القريب و اذا
به يختفي مجددا . أكيد لن أروي لكن قصة البليد , بقي يختنق في الصدر و يشتعل نارا
و ما من حريق غير ان الصوت لما انسحب اكد بل وعد بأنه لن يتوجه لاي قلب و طبعا صدقه صاحبنا القلب العاشق و بقي يتأمل
لعل النعجة تطير يوما , و هنا نفس السيناريو تكرر و القصة تعاد من الاول و تنتهي بنفس النهايات
التي سبقتها ,و في أخر مرة بدأ يشك القاف ابن القاف أي القلب في الصاد بن كل الحروف القاتلة , في كونه وجد قلبا جديدا يغني له الاغاني و
يلزمه طيلة يومه و ينسجان معا قصصا و احلام وردية , و فعلا كان الامر كذلك , و هنا
تدخلت و قلت " اي وعوود كان يتحدث
عنها الصوت الحكيم ؟, ففي الأصل لم يستطع الحفاظ ولو على وعد واحد . ''
مرت الايام و الصوت لم يختفي لكنه في كل مرة
كان ينكر أمر تعلقه بقلب جديد , و القلب القديم كان يشك و ظل يشك لكن الصوت لم
يستطع قول الحقيقة له ولكنه كان يلمح حتى حلت تلك الليلة المشؤومة حينما قرر
الاعتراف . صوتنا اصبح ضحية هو كذلك, هذه المرة سقط في أيدي ذلك القلب الاخر الجديد, نعم جرحه كما جرح صديقنا
القلب البالي . لكن انا ككاتبة ارى القصة من الخارج لا أظن ان الصوت الغامض جُرح
أكثر من صديقنا و لن يصل الى تلك المرحلة أبدا لانه يجب ان تكون في قمة السخافة و
السفاهة و الانحطاط و عدم اعطاء النفس قيمة
لكي ينتهي امرك كذلك . و حينما أحس الصوت بالطعنة في احد موجاته و أوتاره
الحساسة رجع للتعامل مع القلب القديم , و اخبره بأنه يريد ان يرجعا و يتفقا من
جديد .
و للتذكير ذلك الشخص ذو القلب الرقيق لا
يتوفر على عقل لدرجة انه لم يعاتب الصوت
على خذلانه و عدم وفائه بوعوده السابقة و وافق بدون" تفكير ",اعتذر ماكان علي استخدام هذا المصدر فهو لا يفكر اصلا فقط يحس و ينصاع لأحاسيسيه
التافهة , و اليكم الصدمة فبعد مدة وجيزة بدا و كأن الصوت تراجع عن قراره الاخير و الحقيقة انه
قال انه يريد استرجاع ما فات فقط لانه كان
منزعج من القلب الاول و كأنه أراد ان يشفي غليله و ينتقم لنفسه و بعد ان هدأ اكتشف
انه لم يكن جادا
و طلب من القلب السماح ككل مرة , ككل سيناريو دراما هندية. فجأة صحى العقل الذي اختفى في بداية القصة و عاد ليقف في نفس الصف مع القلب لا نعلم كيف عاد و اين كان و لماذا ذهب لكن عاد بمعجزة لانه عرف ان القلب لم يعد قادرا على المضي ولا خطوة الى الامام و اليكم الجديد عاد الصوت و الان يخبرنا بأنه فعلا يريد التصالح مع القلب و انه لم يكن يعني ما يقوله . دقيقة ارجوكم . هل يظن انه يتعامل مع صخرة او لعبة بلاستيكية و حتى اللعبة لن تعامله هكذا , هل يأتي و يختفي متى يشاء , الم يرى انه يتعامل مع جسد و قلب محطم فقط .و كأنها معركة بين فتاة هزيلة و رجل ضخم و قوي و اما القلب الان فهو يطلب فقط ان تجمع أشلائه و العقل هو الان في صراع ليحاول اصلاح كل الضرر , و لن يصلحه غيره و من ذلك اليوم لم نعد نسمع أي خبر عن ذلك الثلاثي اللعين .
و طلب من القلب السماح ككل مرة , ككل سيناريو دراما هندية. فجأة صحى العقل الذي اختفى في بداية القصة و عاد ليقف في نفس الصف مع القلب لا نعلم كيف عاد و اين كان و لماذا ذهب لكن عاد بمعجزة لانه عرف ان القلب لم يعد قادرا على المضي ولا خطوة الى الامام و اليكم الجديد عاد الصوت و الان يخبرنا بأنه فعلا يريد التصالح مع القلب و انه لم يكن يعني ما يقوله . دقيقة ارجوكم . هل يظن انه يتعامل مع صخرة او لعبة بلاستيكية و حتى اللعبة لن تعامله هكذا , هل يأتي و يختفي متى يشاء , الم يرى انه يتعامل مع جسد و قلب محطم فقط .و كأنها معركة بين فتاة هزيلة و رجل ضخم و قوي و اما القلب الان فهو يطلب فقط ان تجمع أشلائه و العقل هو الان في صراع ليحاول اصلاح كل الضرر , و لن يصلحه غيره و من ذلك اليوم لم نعد نسمع أي خبر عن ذلك الثلاثي اللعين .
ليس عيب يا صديقي ان تكون افعالك أفعالا قلبية لا عقلية . و ليس
عيبا ان تواجه الحياة بمنطق القلب الذي ينجرح ,
يتذرع . يتنازل . يتغابى , يتبلد , يتصادم , يُصدم لكن حينما يشفق ,.يلين ,
يعطف. يتأمل , يتبسم , ثم يتقطع اربا اربا من جديد و يتكرر نفس السيناريو مرارا . هنا يصبح
قلبيك وصمة عار على صدرك .
و يصبح الامر كعملية الاجترار بالنسبة للحيوانات , في هذه الحالة انزع ذلك القلب و ارمه للكلاب الضالة فستستخدمه خير استخدام أفضل منك بالاف الدرجات
, و قبل ان ترميه تأكد من انه تفتت بالكامل و ان بقي شيئ منه اكسره حطمه و اسكب
عليه المحاليل الحمضية فهو مريض و مصاب
بجرثومة خطيرة وجب التخلص منه , و اما عن مكانه في صدرك اغلقه بمفتاح و ابلع ذلك
المفتاح لكي لا يعثر عليه اي شخص من جديد , و سيختبئ بمكان سري بأمعاءك لن يستطيع
احد العثور عليه , وذلك المفتاح لن يهضم ابدا , و ان استطاع احدا العثور علي مكانه
يوما , سيفتح صدرك لكن هذه المرة مكان
قلبك سيضع قلبه هو و حتى ان قرر الانسحاب ذات يوم فهو الخاسر فعهد البلادة انتهى و لن تخسر شيئا أبدا , فلم
يعد لك شيئ لتخسره .
0 التعليقات:
إرسال تعليق